الجمعة، 9 يوليو 2010

فُصولٌ مُتفرقة !



لو سمحت..عوايل بس !


مجمّع الراشد..كانَ مسرحَ هذهِ الفُصولِ المُتفرّقة. فبينما كُنّا مُتجهين "أنا والعائلة" إليه
وإذا بمجموعة شباب "كما جرت العادة" في جدال معَ رجلِ الأمن والذي "ينشب" لبعضهم..
كي يسمحَ لهُم بالدخول. بينما يسهو عن البعض الآخر الذي عند دخولك للمجمّع تجد
جماعاتٍ منهم مُبادراً إلى ذهنك السُّؤال :" كيفَ  دخلَ هؤلاء إلى هُنا ورجلُ الأمن مازال
يُجادل بنفسٍ طويل ٣-٤ شباب في منعهم من الدخول ؟".حسناً..قد لا يكون هذا محور
حديثي هُنا..بل الأمر الأكثر أهميّةً "وإستفزازاً"..حينَ تقول إحداهنّ ذاتَ  المظهر المُلفت
بكلّ جُرأة وبنبرةٍ حادّة خالية من الحياء :"لو أبي أدخلَه..دخّلتَه !"..وتقصد بذلك أحد
الشباب الذي أمسكَ بهِ رجلُ الأمن وهوَ يحاول إيهامهُ بأنّه "تبع المدام". مواقَفٌ  مُتشابهه
كثيرة، البعضُ منها يطولُ وصفه..والبعض الآخر لا يُقال !.


لا تنظُر إليّ كإنسانٍ "ناقص"..وإلاّ لأثبتّ  نُقصانَ "عقلك" !

أمرٌ آخر لفتَ  نظري "وبشدّة" وكانَ من أجمل ما رأيتُ حقيقةً، فعندما كُنتُ واقِفَة عند المصعد
الكهربائي معَ عائلتي..فإذا بفتاة يبدو أنّها عشرينيّة من مظهرها العام..تومي بإشاراتٍ
متعددة وكأنّها تشرحُ لأحدهم شيئاً ما. إلتفتُّ  يُمنةً لأجدها تُوجّة هذهِ الإشارات لرجلٌ كبيرٍ
في السنِّ  قليلاً علمتُ بأنّهُ والدها. استنتجتُ  مما سبق أنّهُ لا يتحدّث..وأنّها تتحاور معهُ
باللغةِ التي لطالما تمنّيتُ  أن أُجيدها يوماً ما..لُغةُ الإشارة. أعجبني المشهدُ جداً جداً !
صعدت وعائلتها معنا في المصعد..فبادرت بالمُزاحِ معَ والدها لتنطلقَ منهُ ضحكةٌ جميلة
وحنونة. كانَ مشهداً مُؤثراً بقدرِ ما كانَ جميلا.


وين راحت البنت ؟!

أخذنا عشاءنا وخرجنا من المجمّع، وكانتِ السّاعةُ ما يُقارب الحاديةَ عشرة والنصف مساءً.
كان أخواي يمشيانِ أمامي..فلحظَ أحدهُما طفلةً كانت عينيَّ مُعلّقةٌ عليها..ليقولَ ما كُنتُ
أخشاه :"سارة..شكل البنت ضيّعت أهلها !". التفتُ حولي لأتآكد إن كانو بالقُربِ منها..فلم
أجد سوى عائلةٍ تقطعُ الشارع في الإتجاه المُخالف. أمسكتُ بيدها والخوف قد بدأ يُبكيها..
فسألتها إن كانت تلكَ العائلة عائلتها، فأجابتني بأنّها لا تعلم. مشيتُ بها مُسرعة بإتجاههم
(أم وطفل صغيروفتاتان) سائلةً إيّاهم إن كانت إبنتهم..فأجابو بالرفض !. بدأ الخوفُ
يزدادُ لدى الملاكِ الصغيرة وأنا عائدة بها إلى آخر مكان رأت عندهُ أهلها (بوابة ٨). فجأةً
أسمعُ صوتاً خافتاً مُطمئناً يصدُر منها :" بابا ؟" ليقفَ  نظرها عند أعينه التي ارتسمَ
الخوفُ  فيهما. إلتفتَ إليّ  شاكراً إياي..لأعود للسيارة وأهلي بإنتظارِ أن أحكيَ لهُم ما
حدث.
طفلة صغيرة..لا يتجاوز عمرها ٦-٧ سنوات..من المفترض أن يعي والداها وأهلها
السرحان الذي غالباً ما يُبحر بهِ الأطفالُ في سنّها أثناء مشيهم..فيُحاولان أن لايرفعو
عنها أعينهم..أو أيديهم.

،


مشاهدٌ كثيرة تمرُّ بنا على مدى الأيام..نتمنّى لو كانَ بإمكاننا توثيقها بصورة/فيديو..
أو حتّى بكتابتها. كانَ ما سبق بعضاً من هذهِ المشاهد..أحببتُ  تدوينها هُنا لجمالِ
بعضها..ولطفولةِ أخرى..ولأمورٍ تقيسُ لنا حدّةَ الإنحدار الذي ما زالَ يزدادُ في
مُجتمعنا الإسلاميّ -للأسف-.





دُمتُم بخير

(F)